هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن Empty القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن

مُساهمة من طرف sm_sm السبت أبريل 21, 2007 7:15 am

--------------------------------------------------------------------------------

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن

>>>> >> وقد ذكرها
>>>>الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته
>>>> >>الشخصية:
>>>> >>
>>>> >>لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك
>>>> >>الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت
>>>> >>سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت
>>>> >>أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
>>>> >>أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في
>>>> >>التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر
>>>> >>منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي..
>>>> >>صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
>>>> >>أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى
>>>> >>أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول..
>>>> >>وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
>>>> >>عدت إلى بيتي متأخراً
>>>>كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة
>>>> >>يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
>>>> >>قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
>>>> >>كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً
>>>> >>.. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
>>>> >>سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن
>>>> >>أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .
>>>> >>حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام
>>>> >>ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها..
>>>> >>فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم
>>>> >>ليبشروني.
>>>> >>بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى
>>>> >>فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة
>>>> >>التي أشرفت على ولادة زوجتي.
>>>> >>صرختُ بهم: أيُّ
>>>>طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
>>>> >>قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
>>>> >>دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت:
>>>> >>ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
>>>> >>خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي
>>>> >>دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
>>>> >>سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول..
>>>> >>ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
>>>> >>لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف
>>>> >>عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
>>>> >>خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به
>>>> >>كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة
>>>> >>لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم
>>>> >>أكن أكرهه، لكني
>>>>لم أستطع أن أحبّه !
>>>> >>كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول
>>>> >>المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي
>>>> >>بعده عمر وخالداً.
>>>> >>مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت.
>>>> >>دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
>>>> >>لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من
>>>> >>تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم
>>>> >>واهتمامي بباقي إخوته.
>>>> >>كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى
>>>> >>المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء ..
>>>> >>عمل ونوم وطعام وسهر.
>>>> >>في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً
>>>> >>بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت
>>>> >>بصالة المنزل
>>>>فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
>>>> >>إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر
>>>> >>سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته
>>>> >>ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا
>>>> >>تبكي؟!
>>>> >>حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله
>>>> >>بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!!
>>>> >>وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان
>>>> >>قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه
>>>> >>.. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
>>>> >>أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى
>>>> >>المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى
>>>> >>عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
>>>> >>أخذت أنظر إلى
>>>>الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل
>>>> >>بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
>>>> >>قال: نعم ..
>>>> >>نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك
>>>> >>اليوم إلى المسجد؟
>>>> >>قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
>>>> >>قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
>>>> >>دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه
>>>> >>بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد
>>>> >>قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
>>>> >>لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى
>>>> >>التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية.
>>>> >>كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف
>>>> >>الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا
>>>> >>صليت بجانبه
>>>>..
>>>> >>بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو
>>>> >>أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته
>>>> >>المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب
>>>> >>الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
>>>> >>أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه
>>>> >>مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
>>>> >>خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت
>>>> >>وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت
>>>> >>أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت
>>>> >>منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
>>>> >>لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !!
>>>> >>ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا
>>>> >>الأعمى،
>>>>حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
>>>> >>عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل
>>>> >>إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
>>>> >>من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء ..
>>>> >>وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت
>>>> >>منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر.
>>>> >>ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي
>>>> >>غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت
>>>> >>نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت
>>>> >>تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله
>>>> >>كثيراً على نعمه.
>>>> >>ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق
>>>> >>البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت
>>>>
>>>> >>أنها سترفض... لكن حدث العكس !
>>>> >>فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون
>>>> >>استشارتها فسقاً وفجوراً.
>>>> >>توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...
>>>> >>تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما
>>>> >>سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم
>>>> >>اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ
>>>> >>سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
>>>> >>كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر
>>>> >>مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
>>>> >>قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...
>>>> >>أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن
>>>> >>فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي
>>>>
>>>> >>وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
>>>> >>استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
>>>> >>أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
>>>> >>تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
>>>> >>قالت: لا شيء .
>>>> >>فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
>>>> >>خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...
>>>> >>صرخت بها ... سالم! أين سالم ..؟
>>>> >>لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح
>>>> >>الجنّة ... عند الله...
>>>> >>لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت
>>>> >>من الغرفة.
>>>> >>عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي
>>>> >>إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه
>>>> >>جسده ..
>>>> >>إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا
>>>>
>>>> >>الله
>>>> >>إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ...
>>>> >>يا الله
>>>> >>
>>>> >>
>>>> >>
>>>> >> لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
>>>> >>
sm_sm
sm_sm
مشرف منتدى الالعاب والمسابقات
مشرف منتدى الالعاب والمسابقات

عدد الرسائل : 59
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن Empty رد: القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن

مُساهمة من طرف sha5abet الأحد أبريل 29, 2007 12:30 pm

شكرا سمسم على الموضوع حلو اوى
sha5abet
sha5abet
المديــــــــر العـــــــــــــــام
المديــــــــر العـــــــــــــــام

عدد الرسائل : 528
Localisation : EgYpT
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

https://sha5abet.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن Empty رد: القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراوها بتمعن

مُساهمة من طرف Angel eyes الثلاثاء مايو 01, 2007 5:13 am

مشكور على الموضوع
القصه مؤثرة جدا Sad
Angel eyes
Angel eyes
المدير الثانى
المدير الثانى

انثى
عدد الرسائل : 42
العمر : 31
Localisation : between the sun and the moon
تاريخ التسجيل : 20/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى